Sign in to follow this  
samjamaa

لو لم أكن صوماليه.. لوددت أن أكون ......؟

Recommended Posts

samjamaa   

لدًي فكرة كانت تجول في خاطري منذ زمن ولم ارد طرحها لكن بعض الاحداث الاخيرة جعلتني أود طرحها وتوصيلها لقراء ، ولكي تصل فكرتي هذه، على القارئ بقراءة المقال حتى النهاية، وسوف يعي الفكرة إن تأملت مغزى المقال.

إذا قيل أن فلاناً عظيم.. فهل تدري كيف يُسأل عنه؟

يُسأل الأمريكي: كم تبلغ ثروته؟

يُسأل البريطاني: ما هي مؤهلاته العلمية؟

ويُسأل الياباني: ماذا عن خبرته؟

أتدري عما يُسأل الصومالي: ما قبيلته!!!!؟

لا بأس في هذا السؤال فنحن الصومالين نعتز بقبائلنا، بل راح البعض منا يتشدق بتاريخ قبيلته، وتراه وهو جالس على المقهى يشرب الشاي وياكل القات ويقول بفخر : إن قبيلتي كانت ذات تاريخ عريق وقديم قدم الحضارة الفراعنة.. مع أنه بلا عمل ولم يشارك في التاريخها من قريب أو من بعيد. فهل هذا يدعى ولاء وانتماء للوطن!!!؟

ان "الولاء" و"الانتماء"كلمتان مختلفتان معنوي ، فقد جاء في مختار الصحاح أن (الوَلاَء) هو القرابة، النصرة، التتابع.. هو محصلة لميراث ورثناه من الاباء، و دليل في أوراق ثبوتية لكل منا . أما الانتماء، فهو القيمة الحقيقية في العلاقة مع الوطن، ويعني الانتماء الميل العاطفي والوجداني للوطن وهو الحب حتى الاحتواء,هذا هو الفرق بين الانتماء والولاء... فكلنا صوماليون بالولاء، ولكن هيهات أن يكون الانتماء من نصيب الجميع .

قد اجريت دراسة على الجواسيس الذين قبلوا خيانة اوطانهم ,وقد يظن البعض انهم قبضوا أموال طائلة لقاء الخيانة ، ولكن الدراسة قد بينت أن أي من هؤلاء الخونة لم يتقاضي أكثر من عشرة آلاف دولار، وهو مبلغ لا يكفي لزحزحة العقيدة..لأن الخيانة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة.. تأمل أي انسان يحب وطنه واسأله: كم يرضيك لتخون بلدك؟ فيجيبك: ولا كنوز الدنيا, ولكن هناك من قبل الخيانة بالفعل، وهنا أثبتت الدراسات النفسية أن القاسم المشترك بين هؤلاء المرضى.. وأعني أنهم المرضى.. أنهم فقدوا الانتماء تجاه أوطانهم. ان اثارة فتنة العصبية القبيلة نوع من الخيانة الوطن, و للاسف مجتمعنا ملىء بهؤلاء المرضى الذين يكونوا عالة على الوطن وسبب في دمارها , جميل جدا ان يكون للانسان قبيلة تسانده و تؤازره وتخفف عليه اذا انهالت عليه المصائب ولكن ظلم الناس وتكبر عليهم باسم القبيلة هو قمة الانانية وانعدام الوطنية.

جاء في بريدي الالكتروني هذه القصة الحكيمة المفيدة , تروي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر ، وأثناء تجواله وقع بصره على دكان قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ،كانت البقالة شبه خالية ، وكان فيها رجل طاعن في السن ، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك ،ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار ،اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ، ورد الرجل التحية بأحسن منها ،وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة .. وسأل الوالي الرجل: دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع ! أجاب الرجل : عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق, قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال: هل أنت جاد فيما تقول !؟ أجاب الرجل: نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه , دهش الوالي وصمت برهة ثم قال: ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع!!

قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها ولم يبق معي سوى لوحتين

قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة ! قال الرجل: وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسام نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جدا, تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها (فكر قبل أن تعمل )ً ..تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال: بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟ قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط, ولا نقاش في الثمن, فضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ، لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ، والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ،ضحك الوالي وقرر الانصراف ، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ،ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء, وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل) فتراجع عما كان ينوي القيام به !! ووجد انشراحا لذلك, وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ،

قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاًعن دكان العجوز في لهفة اللوحة بالثمن الذي تحدده ،ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ،ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ: بعتك هذه اللوحة بشرط, قال الوالي : وما هو الشرط ؟

قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك ، وعلى أكثر الأماكن في البيت ،وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق, وذهب الوالي إلى قصره ، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر ،حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه وكثير من أداواته.

وتوالت الأيام وتبعتها شهور ، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية ،واتفق مع حلاق الوالي الخاص و أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه ،ليقوم بذبح الوالي ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك ، إذ كيف سيقتل الوالي ،إنها مهمة صعبة وخطيرة ، وقد يفشل ويطير رأسه ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على

البوابة : ( فكر قبل أن تعمل) وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسده ، وداخله الخوف ، ولكنه جمع نفسه ودخل ،

وفي الممر الطويل ، رأى العبارة ذاتها تتكرر وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ، وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه فانتفض جسد ه من جديد ، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه (فكر قبل أن تعمل), شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة ، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له

وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق ، وأخذ جبينه يتصبب عرقا ،وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً ، مما زاد في اضطرابه وقلقه فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده ،فأخذ يراقبه بحذر شديد ، وتوجس ، وأراد الحلاق أن يتفادى

نظرات الوالي إليه ،فصرف نظره إلى الحائط ، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل) فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا ، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان ، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه ، وعفا عن الحلاق. وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ،وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز ، وشراء حكمة أخرى منه, لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ، وأخبره الناس أن العجوز قد مات. انتهت القصة و تذكر دوما راقب افكارك لانها ستصبح افعالا راقب افعالك لانها ستصبح عادات راقب عاداتك لانها ستصبح طباعا راقب طباعك لانها ستحدد مصيرك ، ولذلك يجب ان تُدرك هذا المغزى عندما يناديك من حولك في المهجر :ايها صومالي.

والآن عزيزي القارئ .. هل أدركت ما أصبو اليه؟ اظن ذلك .

 

 

I apologize from those who do not know Arabic.

Share this post


Link to post
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Sign in to follow this